تقارير

قراءة هذيلي النصر لواقع الحكم و المعارضة

نفقعو الدمّالة أحسن
أنا وأنا انسان بسيط جدا، تونس العاصمة لم أزرها منذ شهور وفيها كلّ الأمر، لا أنا اعلامي مرموق ولا كرونيكير ولا أنا مسؤول حزبي ولا صاحب موقع. أستغلّ هذا الفضاء للشهادة وتقديم الرّأي. مع هذا وأنا البسيط جدا بلغتني منذ أشهر أخبار عن مخطّط للتخلّص من قيس سعيّد. هو التخلّص من قيس سعيّد شيء ومعارضته شيء آخر. التخلّص منه إمّا تصفية أو بتقرير طبّي أو بإحداث فوضى محسوبة. هو الحديث الذي بلغني حديث قهاوي ولكن أكثر شويّة من حديث قهاوي. حينها دوّنت وذكرت طرفا ثالثا لا يظهر ويعتمد الاختراق فلا هو من مناصري قيس سعيّد ولا هو من معارضيه السّياسيين المعلنين وقدّرت أنّ هناك من دائرة قيس سعيد القريبة من هم في خدمة الطّرف الثالث. مثّلت محطّة الإنتخابات الأخيرة والتي كانت صفعة للرّئيس فرصة للإنقضاض عليه. فالرّجل خطّ مسارا كان تتويجه بانتخابات فاشلة. لم يستشر أحدا. كتب دستورا وحده وتنصّل حتّى من الذين اعتمدهم لصياغة الدستور. قبل ذلك وضع الجميع في سلّة واحدة والكلّ فاسدون والكلّ خائنون. في المقابل لا تجد وجها واحدا من الذين اعتمدهم للدفاع عنه ، لا تجد وجها مُقنعا، رصينا بخطاب متّزن يوحي بإحاطة وقدرة على بشرى وإقناع. كلّها خشب مسنّدة الى الغوغاء أقرب. ناس ما هياش فاهمة ايش عندها ما تفسّر؟ كثيرون سمّاهم ومكًنهم من مواقع بين معتمديات وولايات وربّما أعلى من ذلك بلا قيمة، يا فروخ يا باندية. ممكن الولاء أتى بهم ولكن في هذه الحالة هو ولاء بلا قيمة يضرّ ولا ينفع.
نتصوّر اذا ظاهرة تبني حقّا ويعوّل عليها لا تعتمد كرونيكير التاسعة المشهور. تشليك بصراحة لكلّ ظاهرة ولكلّ دولة. قيس سعيد مجذوب لنمط الزعيم المُلهم والشعب الذي يتبع. حتى اذا سلّمنا بوجاهة هذا النّمط فقيس سعيّد لا يملك الصفات المطلوبة للزعيم الملهم. لا قدرة على خطابة ولا هدوء ولا تحكّم في المحيط القريب قبل البعيد. سنتان والراجل شادد صحيح في نادية عكاشة والسيدة هذي خرّجتو في الفجاري يقلّب في حفرة في المرسى والسيدة هذي عزلت من أصحاب الإقتدار ومكّنت من مواقع كثيرة مجرّمة. حتّى اذا الواحد يكون من المناصرين لقيس سعيّد فهذه أمور واقعة ومُثبتة وانكارها من شهادة الزور. يستحيل أنني أصطفّ ذلك الإصطفاف الذي يحوّل الأبيض بعيني أسودا والأسود أبيضا. فاش قام؟ ممكن انتظر خيرا وممكن أستبشر ولكن الاصطفاف الغالب بين المسيّسين ضرب من المستحيل بالنسبة لي. ليست السياسة عقيدة. ينفع أو لا ينفع وبسّ. اذا هو بلا حزب وبلا نخبة مقتدرة حوله ولا يستشير وتراجع أمل الناس فيه بسبب أزمة اجتماعية خانقة على من يعوّل؟ طبيعي سيعتمد على أجهزة القوّة بين مخابرات وداخلية وجيش. على افتراض أنها أجهزة مضمونة تماما ووطنية وفاعلة وهذا صعب فهذا لا يكفي لاستقرار ودوام وايجاد حلول بوقت قياسي.
الآن فصيّل لجماعة “يسقط الإنقلاب”: من أنتم؟ لو كنتم شيئا ما كنّا سنسمع بقيس سعيّد أصلا. وجوده في قرطاج سريالية في حدّ ذاته. لماذا أتى الناس بمن هو خارج السياسة كلّيا؟ أتوا به لأنّ اليأس من السياسة بل من كلّ السياسة تمّ واكتمل. والأنكى أنكم مضيتم بعد 25 جويلية في معارضة قيس سعيّد بنفس وجوه اللوح. عجزت أحزابكم عن بسيط التغيير داخل منها فهل تقدر على تغيير خارج منها، تغيير دولة ومجتمع؟ الناس تنسى ممكن ولكن يلزم لنسيانها وقت. هي بعد تذكر المشيشي وسي نبيل وتهريج البرلمان وسي سيف يرشق على عبير. أكثر من ذلك كلّ مرّة تظهرون فيها يكون هروب منكم الى قيس سعيّد. الحاصل جزّار يعظّم على مراقزي. هو انقلب عليكم وانتم انقلبتم قبله على كلّ شيء تقريبا: على المنطق وعلى الذوق وعلى الثورة وعلى الدولة وحتّى ربّي انقلبتم عليه. اذا اليوم عليّ أن أشهد فإنّ شهادتي أنّ قيس سعيّد لا يملك بما ينتهج ويعتمد أن ينجح. أمّا أنتم فقد فشلتم ولم ترقوا بعد الى بسيط الإعتراف بأنّكم فشلتم. هذا تقييمي وبكلّ أمانة. يعجب ما يعجبش ما يهمّنيش برشة. يغضبو جماعة قيس والا جماعة يسقط الإنقلاب لا يعني ذلك لي شيئا البتّة. ثمّة من حاسب العركة بين معاوية وعليّ ويعطيني دروسا في الرّبوة والجبن والشجاعة. حاسبها ملحمة عظيمة. صحّة وفرحة.
الآن وبالعودة الى المؤامرة: في تونس ما ثمّة كان مؤامرة وتآمر ومنذ فترة طويلة. هذا البلد ومنذ عقود تتدخّل في شؤونه السفارات وترتع فيه المخابرات الدولية وتعبث فيه أنظمة المصالح والمافيات. من يتآمر على قيس سعيّد اليوم لا يعدّ نفسه متآمرا. اذا كان يعتبر قيس سعيّد مُنقلبا فالإنقلاب على الإنقلاب جائز حلال. هناك معارضون وكفى ولكن ايضا هناك معارضون بلغوا في الأمر حدّا جعلهم لا يفصلون بين معارضة وتأليب وتحريك خيوط وتنسيق للتخلّص من عدوّ منقلب. هم في ذلك أحرار ولو أنّ المسألة محفوفة. في كلّ شيء تقريبا الشركة تركة وفي السياسة أكثر. عندما يكون اجتماع على رفض قيس سعيّد فليس ذلك سيئا في المطلق ولكن لكلّ من رفض الرّجل حساب. الواحد يعارض بنيته لا بنية غيره ولكن وفي النهاية أيّة نيّة تغلب؟ واحد حدّه في المعارضة منافسة جدّية في انتخابات وواحد يتجاوز الى توظيف مؤسسات وواحد يخطط لاغتيال وواحد ينسق مع مافيات وواحد تأتيه التعليمات من وراء البحر وواحد معمّل على شياطين دوليين. كل هذا العالم يمكن أن يجتمع حول نفس الطاولة ويكمبص. واحد كيف سي خيام التركي لم أسمع عنه الا خيرا ولا أعتقد أنه من النوع الذي يفكّر في تصفية واغتيال ولكن الله أعلم عندما يتعلق الأمر بالذين يثق بهم ويتواصل معهم. ساهل برشة في سياق كهذا أن يختلط حابل بنابل. واحد كيف سي عصام الشابي لا أراه في قضايا طابعها ارهابي ولكن الله أعلم كيف تعقّدت الأمور وتشبّكت الصّلات. ساعات مكالمة هاتفية تضع الواحد في دائرة الإتهام. ثمّ هناك مسألة أهمّ لأنّ عركتنا التونسية تدوّلت. تنظر الجزائر الى سياسيين تونسيين كثر بوصفهم متآمرين عليها عبر تونس وليس هذا مبالغا فيه. بالتالي الأمور معقّدة ولن يحسم الجدل الّا تحقيق ضاف ومحيط ولن يحسمه الّا قضاء نزيه لا يأتمر بأوامر قيس سعيد ولا يسعى في تبييض خصومه. يعني الصّبر باهي وقد نُصدم في هذا الإتجاه أو ذاك. أنّو ما يكون ثمّة شيء من أصله والحكاية فيلم من قيس سعيد صعيب برشة. أن تكون مبالغة منه ويكون اعتماد على بعض تقارير لا صدقية لها أيضا ممكن. اذا كان ما ثمّة شيء يكون قد نحر نفسه واذا ثمّة منو الله أعلم كيف ستتطور الأمور. بالنسبة لجماعة الحملة التفسيرية ثمّة منّو وأكثر وبالنسبة لجماعة يسقط الإنقلاب ما ثمّة والو.
الخلاصة: لا يحيا قيس سعيّد ولا يسقط الأنقلاب. خرجت الى السوق صباحا. النّاس في ضيق كبير والوجوه شاحبة والأزمة متجلّية في كلّ حركة وسكون. ربّي يفرّج. ساعات الواحد يحس بالذنب لأنه يقدر يشري كيلو بصل وكيلو فلفل وكيلو طماطم وغير بعيد عنه لا يقدرون على أكثر من راس بصل ومن كعبة طماطم ومن قرن فلفل. ما نحكيش على دجاج وحوت ولحم. السماح فيهم. نتصور اذا بقي قيس سعيد مشكل الناس لن يجد حلّا واذا اقتلعه تآمر عليه لن يكون حلّ. صراع على السّلطة ليس أكثر والّي فيه خير للنًاس ربّي يسهّل فيه. بصراحة ما عدت أعرف الخير أين وكيف يكون. اذا تسأل الناس فجوابهم أغلبيا: لو كان قعد بن علي كان يكون خير. هكذا يقول الناس ولا أقول. اذا قلت ما يقولون نولّي ديكتاتوري وصبايحي. أخرجت لنا الديموقراطية التونسية المرتّبة أمريكيا جيوشا جرّارة بين صبايحية وديكتاتوريين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى