بورتريه
بورتريه : عثمان الكعاك

ينحدر الأستاذ “عثمان الكعّاك” من أسرة تونسية ذَاتِ أصول أندلسية استقرّت بالعاصمة (حي باب الأقواس)، وقـــد عمـــل والده محمّد الكعّاك مــوظّفا بقسم الوثائق في الوزارة الكبـــرى ثمّ تولّى خطّة عدالة الإشهاد، وكان هو أصغر إخوته سنًّا، فأكبرهم عبد الرّحمان الكعّاك (1890 – 1945) اشتغل بالمحاماة وترأّس الجمعية الخلدونية بين 1930 و1945، وثانيهم “مصطفى الكعّاك” (1893 – 1984) تولّى عمادة المحامين سنـــة 1947 ثمّ عُيّن وزيرا أكبر إلى حـدود سنة 1950 وترأّس نادي قدماء الصادقيّة والمعهد الرّشيدي للموسيقى التونسيّة، وثالثهم “محمّد الكعّاك” (1896 – 1940) الذي كان أمينا للفلاحين. درس “عثمان الكعّاك” بكتّاب سيدي الشريف بالعاصمة تونس ثمّ بالمدرسة الصادقيّة، وكان له في أثناء فترة التّحصيل نشاط ثقافيّ وسياسيّ حثيثٌ اندفع إليه في غمرة تعاظم الوعي الوطني وتوهّج الحركة الفكريّة والاجتماعيّة إثر تأسيس الحزب الحرّ الدّستوري التّونسي بزعامة “الشيخ عبد العزيز الثعالبي” سنة 1920، وعلى هذا النّحو نشر الكعّاك مقالات سياسية وتاريخية في أبرز الصّحف والمجلاّت الصّادرة بتونس آنذاك على غرار جرائد «الأمّة» و”إفريقيا”” و”العصر الجديد” ومجلّة «الفجر»، وانضمّ إلى مجموعة من الكتّاب الدّستوريّين الأحرار من أمثال “محيي الدّين القليبي” و”المنصف المنستيري” و”محمّد معلَّى” و”أحمد توفيق المدني” كان ديدنها إيقاظ الشّعور الوطني التحرّري والدّفاع عن مقوّمات الشخصيّة التونسيّة، وتُوّجت هذه المرحلة الأولى من حياة الكعّاك بصدور كتابين هامّين له هما «مُوجز التاريخ العامّ للجزائر» و«بلاغة العرب في الجزائر..”